IKAHA TEBUIRENG JOMBANG

Minggu, 01 Juli 2012

BUKU AJAR SOROF 2


« موازين الأسماء »
لكلّ اسمٍ مُتمكّنٍ ميزانٌ يُوزَنُ به.
فإذا أردتَ أن تَزِنَ اسماً أتيتَ بأحرفِ "فَعَل" مطابقةً لحركاته وسكناته. فوزنُ "فَرَسٌ" "فَعَلٌ". فإن بقيَ بعدَ الثلاثة حرف أصليٌّ، كرّرت لامَ "فَعَلَ" فـ"دِرهمٌ" على وزن "فِعْلَل".
وإن بقيَ حرفان أصليّان، كرَّرت اللامَ مرتينِ، فـ"سفَرجلٌ" على وزن "فَعَللٌ".
وإن كان في الاسم زيادةٌ، زدتَها في وزنه، فـ"ضارِبٌ" على وزنِ "فاعِلٌ" و"مضروبٌ" على وزن "مفعولٌ" و"مفتاحٌ" على وزن "مِفعَالٌ" و"انطلاقٌ" على وزن "انفِعالٌ"، و"استغفارٌ" على وزن "استفعالٌ". إلا إذا كان الزائد من جنس أحرف الاسم، فَتكرَّرُ في الميزان ما يماثلهُ من أَحرفه. فَـ"مُعظَمٌ" على زون "مُفَعّلٌ"، بتكرار عينِ الميزان، و"مُغْرَوْرِقٌ" على وزن "مُفْعَوْعِلٌ"بتكرار عينِ الميزان، و"اسودادٌ" على وزن "افعِلالٌ" بتكرار لام الميزان. ولا يزاد في الميزان الحرفُ الزائدُ نفسُهُ، فلا يقالُ في وزن "مُعظّمٍ" "مُفَعظِلٌ" ولا في وزن "مُغرورِقٍ" : "مُفعَوْرلٌ" ولا في وزن "اسودادٍ" "افعِلادٌ".
‌أ.         اوزان الأسماء الثلاثية المجردة
للثلاثيّ المجرد، من الأسماء عشرةُ أوزانٍ وهي:
(1)    فَعْلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"شمسٍ"، وصفةً: كـ"سَهْلٍ".
(2)    فَعَلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"فَرَسٍ"، وصفةً: كـ"بَطلٍ".
(3)    فَعِلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"كَبِدٍ"، وصفةً: كـ"حَذِرٍ"ِ.
(4)    فَعُلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"رَجُلٍ"، وصفةً: كـ"يَقُظٍ"[1].
(5)    فِعْلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"عِدْلٍ"، وصفةً: كـ"نِكْسٍ"[2].
(6)    فِعَلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"عِنَبٍ"، وصفةً: كـ"ماءٍ رَوِيٍّ"[3].
(7)    فِعِلٌ، ويكون اسماً: كـ"إبلٍ"، وصفةً: كـ"أتانٍ إِبدٍ"[4].
(8)    فُعْلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"قُفْلٍ"، وصفةً: كـ"حُلْوٍ".
(9)    فُعَلٌ ويكونُ اسماً: كـ"صُرَدٍ"، وصفةً: كـ"حُطمٍ[5]".
(10)               فُعُلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"عُنُقٍ"، وصفةً: كـ"جُنُبٍ".  
‌ب.      اوزان الاسماء الرباعية المجردة
للرُّباعيّ المجردِ من الأسماء ستة أوزانٍ. وهي:
(1)    فَعْلَلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"جعفَرٍ"، وصفةً: كـ"شَهْربٍ"[6].
(2)    فِعْلِلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"زِبرجٍ"، وصفةً: كـ"خِرمِسٍ"[7].
(3)    فِعْلَلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"دِرْهمٍ"، وصفةً: كـ"هِبْلَعٍ"[8].
(4)    فُعْلُلٌ، ويكونُ اسماً: كُـ"برْثُنٍ"، وصفةً: كـ"جُرْشِعٍ"[9].
(5)    فِعَلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"فطَحْلٍ"، وصفةً: كـ"سِبَكْرٍ"[10].
(6)    فُعْلَلٌ، ويكون اسماً: كـ"جُخْدَبٍ"، وصفةً: كـ"جرْشعٍ"[11].
وكلُّ ما ورَدَ من الأسماءِ والصفاتِ على هذا الوزن جاز أن يكونَ على الوزن الرابع: "فُعْلُلٍ". ولذلكَ عَدَّهُ جُمهورٌ من العلماءِ فرعاً عنه.
وقد ثبت بالاستقراء أنَّ الرباعي لا بدَّ من إسكان ثانيه أوثالثه، كيلا تتولى أربع حركاتٍ في كلمةٍ واحدة، وذلك ممنوعٌ.
‌ج.       اوزان الاسماء الخماسية
للخماسيّ المجرّدِ من الأسماءِ أربعةُ أوزانٍ، وهي:
(1)    فَعَلَّلٌ، ويكونُ اسماً: كـ"سفَرجلٍ"، وصفةً: كـ"شَمَرْدَلٍ"[12].
(2)    فَعْلَلِلٌ، ولم يجيءْ إلا صفةً: كـ"جَحْمَرِشٍ"[13].
(3)    فُعَلِّلٌ، ويكونُ اسماص: كـ"خُزَعْبِلٍ"، وصفةً: كـ"قُذَعْمِلٍ"[14].
(4)    فِعْلَلٌّ، ويكونُ اسماً: كـ"زِنْجَفْرٍ"، وصفةً: كـ"جِردَحْلٍ"[15].
واعلم أن ما خرج عما تقدَّم من أوزان المجردات الثلاثية والرباعية والخماسية، شاذٌ، أو مزيدٌ فيه، أو محذوفٌ منه، أو مُركَّبٌ، أو أعجميٌ.
‌د.         اوزان الاسماء المزيدة فيها :
للمزيدِ فيه، من الأسماء، أوزانٌ كثيرةٌ لا ضابطَ لها. وأحرفُ الزيادةِ عشرةٌ، وهي أحرفُ "سألتُمُونيها". ولا يُحكَمُ بزيادةِ حرفٍ إلا إذا كان معه ثلاثةُ أحرفِ أصول.
والحرفُ الذي يَلزمُ تصاريفَ الكلمةِ، هو الحرفِ الأصليُّ. والذي يَسقط في بعض تصاريفها هو الزائد.
والحكمُ بالزيادة والأصالة إنما هو للأسماء العربية المُتمكِّنَة، أما الأسماءُ المبنيَّة، والأسماءُ الأعجميَّة، فلا وجهَ للحُكم بزيادة شيءٍ فيها.








المصدر
المصدرُ، إمَّا أن يكونَ غيرَ ميميٍّ: وهو ما لم يكن في أوَّله ميمٌ زائدةٌ: كقراءةٍ واجتهادٍ ومَدٍّ ومُرورٍ. وإما أن يكون ميميًّا. وهو ما كان في أوله ميمٌ زائدة: كمَنْصرٍ ومَعْلَمٍ ومُنطلَقٍ ومُنْقَلَبٍ. وهي بمعنى النَّصر والعلم والإنطلاق والإنقلاب. والمحقّقون من العلماءِ قالوا: إنَّ المصدرّ الميميَّ اسمٌ جاءَ بمعنى المصدر، لا مصدرٌ. والمصدر الميميُّ من المصادر القياسيَّة. وزنه من الثُلاثيّ المُجرَّدِ "مفْعَلٌ"، بتفح الميم والعين، مثلُ: "مَقْتَلٍ ومَضرَبٍ ومَعْلَمٍ ومَوْجَلٍ ومَرقىً". إلاّ إذا كان مثالاً واويًّا محذوف الفاس، فَوَزْنُهُ: "مفْعِل" (بكسر العين)، مثلُ "مَوْرِدٍ ومَورِثٍ ومَوْعِدٍ".
(أما المصدر الميمي من "وفى ووقى" فهو "موفى وموقى" على وزن "مفعل" (بفتح العين)، لأنه ليس مثالا، بل هو لفيف مفروق. ووزن "مفعل"، بكسر العين، انما هو للمثال المحذوف الفاء كما علمت). ووزنُهُ من غير الثلاثيّ المجرَّدِ كوزن اسم المفعول منه تماماً مثلُ: "اعتقدتُ خيرَ مُعتَقَدٍ، وإنما مُعْتَمدي على الله".
وقد يُبنى المصدرُ الميميُّ من الثلاثيّ المجرَّدِ على وزن "مَفْعِل" (بكسر العين)، شذوذاً كالمَكبِر والمَيْسِر والمَرجِع و المَحيض والمَقيل والمَجيء والمَبيت والمَشيب والمَزيد والمَسير والمَصير والمَعجِز. وهذه يجوز فيها الفتح أيضاً: "كالمَعْجَز" و "المَهْلَكَ" ويجوز فيها الفتحُ والضمُّ أيضاً: "كالمَهْلَك والمَهْلُكِ".
وقد يُبنى منه على وزن (مَفْعَلة)، (بفتح العين) كمَذهَبة ومَفْسَدة ومَودَّة ومَقالة ومَساءَة ومَحالة ومَهابةٍ ومهانة ومَسْعاةٍ ومَنجاة ومَرضاة ومَغْزاة. وشذَّ بناؤُه على (مَفْعِلة) (بكسر العين)، أو "مَفْعُلة" (بضمها) كمَحْمِدة ومَذِمَّة ومَظْلِممة ومَعتِبةٍ ومَحْسِبَة ومضِنَّة، (بالكسر)، وكلُّهنَّ يجوز فيه فتح العين أيضاً، ومَعْذِرةٍ (بالكسر) ويجوز فيها الضمُّ أيضاً: كمّعذرةٍ ومَغْفرةٍ ومَعصِيةٍ ومَحمِيةٍ ومَعيشةٍ (ولا يجوز فيهنَّ إِلاَّ الكسرُ) ومَهلِكةٍ ومَقْدِرةٍ ومأدبةٍ (بالكسر، ويجوز فيهنَّ الضمُّ والفتح أيضاً). وقد ورد على زِنَتيِ "الفاعل والمفعول، أسماءٌ بمعنى المصدر: كالعاقبة والفاضلة والعافية والكافية والباقية والدَّالة والميسور والمعسور والمرفوع والموضوع والمعقول والمحلوف والمجلود والمفتون والمكروهة والمصدوقة. ومن العُلماء من يجعلها مصادرَ شاذّة والحقُّ إنّها أسماءٌ جاءت لمعنى المصدر، لا مصادر.
(فالعاقبة): بمعنى العَقْب (بفتح فسكون) والعقوب (بالضم): مصدري "عقبه يعقبه" (من بابي نصر ودخل)، أي: خلقه وجاء بعده. و (الفاضلة): اسم بمعنى الفضيلة، وهي الدرجة الرفيعة، وهي من "فضل يفضل فضلا" (من باب نصر) أَي: شرف شرفاً. و (العافية): اسم بمعنى المعافاة: مصدر "عافاه يعافيه". و (الكافي والكافية): اسمان بمعنى الكفاية: مصدر "كفيى الشيءُ يكفي كفاية"، أَي: حصل به الاستغناء عن غيره. و (الباقية): اسم بمعنى البقاءِ "بقيَ يبقى". و (الدالة). الدّلال، وهي اسم بمعنى الدّل: مصدر "دلت المرأة على زوجها دلاّ"؛ أظهرت جرأة عليه في تدلل، كأنها تخالفه، وما بها من خلاف. و (الميسور وَالمعسور): اسمان بمعنى العسر واليسر.
و (المرفوع): اسم بمعنى الرفع: مصدر "رفع البعير رفعاً" إذا بالغ في سيره. و (الموضوع): اسم بمعنى الوضع: مصدر "وضعت الناقة وضعاً" إِذا أسرعت في سيرها. و (المعقول): اسم من العقل: مصدر "عقل الشيء" اذا ادركه. و (المحلوف): اسم بمعنى الحلف: مصدر "حلف". و (المجلود): بمعنى الجلد والجلادة، أي الصبر: مصدري "جُلد يجُلد" (بضم اللام فيهما) جلداً وجلادة، أي: كان ذا شدة وقوة وصبر. و (المفتون): اسم بمعنى الفتنة: مصدر "فتنهُ"، أي استماله واستهواه. و (المكروهة): اسم بمعنى الكراهية: مصدر "كرهه كرهاً وكراهية". و (المصدوقة): اسم بمعنى الصدق: مصدر "صدق يصدق صدقاً".

تمرينات:
أ‌.   ضع بدل كل مصدر مضاف من المصادر الأتية مرة أن والفعل، ومرة ما الفعل، واذكر الفرق بين التعبيرين في المعنى:
1. ساءني عصيان الجنود قوادهم
2. صنعك المعروف شرف لك
3. قناعة الإنسان غنى
4. سرني اجتنابك اسباب الشر

















اسم الفاعل
ا. تعريف اسم الفاعل
اسمُ الفاعلِ: صفةٌ تؤخذ من الفعل المعلوم، لتدُلَّ على معنًى وقعَ من الموصوف بها أو قام به على وجه الحُدوثِ لا الثُّبوت: ككاتبٍ ومجتهدٍ
(وانما قلنا على وجه الحدوث، لتخرج الصفة المشبهة، فانها قائمة بالموصوف بها على وبه الثبوت والدوام، فمعناها دائم ثابت، كأنه من السجايا والطبائع اللازمة. والمراد. بالحدوث: أن يكون المعنى القائم بالموصوف متجدداً بتجدد الأزمنة. والصفة المشبهة عارية عن معنى الزمان كما ستعلم).
ب. اوزان اسم الفاعل
وزنة من الثلاثي المجرد
يكونُ من الثلاثيِّ المجرَّد على وزنِ "فاعلٍ": ككاتبٍ.
وإن كانَتْ عينُ الفعلِ مُعَلَّةً تنقلب في اسم الفاعل همزةً، فاسمُ الفاعل من "باعَ يَبيعُ، وصادَ يَصيدُ، وقامَ يقومُ، وقالَ يقولُ": بائِعٌ وصائِدٌ وقائِمٌ وقائِلٌ.
وإن كانَتْ غيرَ مُعَلَّةٍ تَبقَ على حالها، فاسمُ الفاعل من عَوِرَ يَعْورُ، وأيِسَ يأيَسُ، وصَيدَ يَصْيَدُ": عاوِرٌ وأيِسٌ وصايدٌ. فإعلاُلها في اسم الفاعل تابعٌ لإِعلالها في فعله.
وقد أتى "فاعلٌ" بِقلَّةٍ، مُراداً به اسمُ المفعول. كقوله تعالى: "فهو في عيشةٍ راضية"، أي: "مَرْضِيَّة" وقول الشاعر:
*دَعِ المكارِمَ، لا تَرْحَلْ لِبُغْيتِها * واقْعدْ، فإنَّكَ أنتَ الطّاعِمُ الكَاسي*
أي: "المَطْعَمُ المَكسُو".
وزنه من غير الثلاثي المجرد
يكونُ وزنُ اسم الفاعل من الفعل المزيد فيه على الثلاثيِّ، ومن الرباعيِّ، مُجرداً ومزيداً فيه، على وزن مضارعه المعلوم بإبدال حرفِ المضارَعة ميماً مضمومة، وكسرِ ما قبل آخره، مثلُ: "مُكرمٍ ومُعظِّمٍ ومُجتمِعٍ ومُتكلِّمٍ ومُستغفرٍ ومُدحرجٍ ومُتَدحرجٍ ومُحرنجمٍ ومُقشعِرٍّ ومُنقادٍ ومُهتاجٍ ومُعينٍ ومُستفيدٍ".
وشذّت ألفاظٌ جاءت بفتح ما قبل الآخر، نحو: "مُسهَبٍ ومُحصَنٍ ومُلْفَجٍ ومُهترٍ"، ومنها: "سَيْلٌ مُفْعَمٌ.
وكذلك، شذَّتْ أَلفاظٌ جاءت من "أفعلَ" على "فاعلٍ": كأعشبَ المكانُ فهو عاشبٌ، وأَيفعَ الغلامُ فهو يافعٌ وأَورَسَ الشَّجرُ فهو وارسٌ، وأَبقلَ المكانُ فهو باقلٌ.
وإن بَنيتهُ من أبواب: "أَفعَلَ وانفعَلَ وافتعَلَ" المُعتلاّتِ العين فإن كانت عينُ الفعلِ مَعَلّةِ أعللتها في اسم الفاعل، تبعاً لمضارعه، فإسم الفاعل من أَعانَ يُعينُ، واستعانَ يستعينُ، وانقادَ ينقاد، واحتالَ يحتالُ: "مُعينٌ ومُستعينٌ ومُنقادٌ ومحتالٌ".
وإن كانتْ غير مُعَلَّةٍ لم تُعِلَّها في إسم الفاعل، تتبع في ذلك مضارعهُ، فاسم الفاعل من: "أحوجني الأمرُ يُحوجني، وأَروَح اللحمُ يُروِحُ وأَحولَ الصبيُّ يُحْوِلُ وأَخولَ الرجلُ يُخوِلُ وأغيَلتِ المرأَةُ تُغِيلُ، وأعوَلَ يُعْوِل": "مُحْوِجٌ ومُروِحٌ ومُحْوِلٌ ومُخْوِلٌ ومُعْيِلٌ ومُعْوِلٌ، ومن: "اجتَوَرَ القومُ يُجتوِرون، وازدَوِجُوا يَزدَوجُون، واحتَوشوا يَحتوشون، واعتونوا يعتونون": "مُجتوِرٌ ومُزدوِجٌ ومُحتوِشٌ ومُعْتوِنٌ"، ومن استصوبتُ الأمرُ أستَصوِبُهُ، واستحوذَ عليه الغضبُ يَستحوذُ، واستنوقَ الجملُ يَستنوقُ، واستتيستِ الشاةُ تستتيسُ، واستفيل الحمارُ يستفيلُ": "مُستصوِبٌ ومستحوذٌ ومُستوِقٌ ومُستتيِسٌ ومُستفيِلٌ".
فاسم الفاعل، كما ترى، تابعٌ لمضارعهِ صحَّةً واعتلالا
.
وإن بنيتَ اسم الفاعلِ من فعل معتلِّ اللام، وكان مجرَّداً من (أل) والإضافة، حذفت لامهُ في حالتي الرفع الجر، نحو: "هذا رجلٌ داعٍ إلى الحقّ، مُنْضوٍ إلى أهله"، ونحو: "تَمسّكْ برجلٍ هادٍ غلى الخير، مُقْتَفٍ أثر ذويهِ".
واسم الفاعلِ جارٍ على معنى الفعلِ المُضارع ولفظه، فإن قلت: "خالدٌ دائبٌ في عمله" فهو في معنى "يدأبُ فيه" و "دائبٌ" جارٍ على لفظ "يَدأبُ" في الحركات والسَّكنات. وكذلك "مُجتهدٌ" جار على لفظ "يجتهدُ"، فهو يُماثلهُ حركةً وسكوناً. و "جادٌّ" في وزن "يَجُدُّ"، باعتبار الأصل، لأن أصل جَادٍّ "جادِدٌ"، وأصلَ يَجِدُّ "يَجدُدُ".
ج
. عمل اسم الفاعل
يعملُ اسمُ الفاعلِ عملَ الفعلِ المُشتق منه، إنْ متعدياً، وإنْ لازماً. فالمتعدّي نحو "هل مُكرِمٌ سعيدٌ ضُيوفَه؟". واللازمُ، نحو "خالدٌ مجتهدٌ أولادُهُ".
ولا تجوزُ إضافتُهُ إلى فاعلهِ، كما يجوز ذلك في المصدر، فلا يقالُ "هلْ مُكرِمُ سعيدٍ ضُيوفَهُ".
وشرطُ عمله أن يقترنَ بألْ. فإن اقترنَ بها، لم يحتج إلى شرطٍ غيره. فهو يعملُ ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً، مُعتمداً على شيءٍ أو غيرَ معتمدٍ، نحو "جاء المعطي المساكينَ أمسِ أو الآن أو غداً".
فإن لم يقترن بها، فشرطُ عملهِ أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وأن يكون مسبوقاً بنفيٍ، أو استفهام، أو اسمٍ مُخبَرٍ عنه بهِ، أو موصوفٍ، أو باسمٍ يكون هوَ حالاً منه، فالأولُ، نحو "ما طالبٌ صديقُكَ رفعَ الخلافِ". والثاني نحو "هلْ عارفٌ أخوك قدرَ الإنصافِ؟". والثالث نحو "خالدٌ مسافرٌ أبواهُ". والرابعُ نحو "هذا رجلٌ مجتهدٌ أبناؤُهُ". والخامسُ نحو "يَخطُبُ عليٌّ رافعاً صوتَهُ".
وقد يكونُ الاستفهامُ والموصوفُ مُقدَّرَينِ. فالأولُ نحو "مُقيمٌ سعيدٌ أم مُنصرفٌ؟" والتقديرُ أمقيمٌ أم منصرفٌ؟ والثاني كقول الشاعر
*كناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيوهِنَها * فَلَمْ يَضِرْها، وَأَوَهى قَرْنَهُ الْوَعِلُ*
أي كوعلٍ ناطحٍ صخرةً. ونحو "يا فاعلاً الخيرَ لا تنقطع عنه، أي يا رجلاً فاعلاً.
واعلم أنَّ مبالغةَ اسم الفاعل تعملُ عملَ الفعلِ، كاسم الفاعل، بالشروطِ السابقةِ، نحو "أنتَ حَمُولٌ النائبةَ، وحَلاَّلٌ عُقَدَ المشكلاتِ".
والمثنّى والجمعُ، من اسمِ الفاعل وصيَغ المُبالغة، يعملان كالمُفرد منهما، كقوله تعالى {والذاكرينَ اللهَ كثيراً}، وقولهِ {خُشَّعاً أبصارُهم يخرجون من الأجداث}.
وإذا جُرَّ مفعولُ اسم الفاعل بالإضافةِ إليه، جازَ في تابعهِ الجرُّ مراعاةً للِفظه، والنصبُ مراعاةً لمحلهِ، نحو "هذا مُدرَّسُ النحوِ والبيانِ، أوِ البيانَ" ونحو "أنت مُعينُ العاجزِ المسكينِ، أو المسكينَ".
ويجوزُ تقديمُ معمولهِ عليه، نحو "أنتَ الخيرَ فاعلٌ"، إلاّ أن يكونَ مقترناً بأل "هذا المُكرمُ سعيداً"، أو مجروراً بالإضافةِ، نحو "هذا وَلد مُكرمٍ خالداً"، أو مجروراً بحرفِ جرٍّ أصليٍّ، نحو "أحسنتُ إلى مُكرمٍ عليّاً"، فلا يجوزُ تقديمهُ في هذه الصُّوَر. أمّ إن كان مجروراً بحرفِ جرٍّ زائد فيجوزُ تقيمُ معمولهِ عليه، نحو "ليسَ سعيدٌ بسابقٍ خالداً"، فتقولُ "ليس سعيدٌ خالداً بسابقٍ"، لأنَّ حرفَ الجرّ الزائدِ في حكم الساقط..
تمرينات:
أَعْرِبْ الأمثلة الأتية:
1. اَنَا الشاكر نعمتك
2. لست بالجاحد فضلكم
3. أَمنحر أنتم وعدكم
4. ماحامد السوق إلا من ربح







اسم المفعول
اسم المفعولِ: صفةٌ تُؤخذ من الفعل المجهول، للدلالة على حدَثٍ وقع على الموصوف بها على وجه الحدوث والتَّجدُّد، لا الثُّبوتِ والدَّوامِ: "كمكتوبٍ وممرورٍ به ومُكرَمٍ ومُنطلَقٍ به".
ويُبنى من الثلاثيِّ المجرَّد على وزن "مَفعولٍ": "كمنصورٍ ومخذولٍ ومَوعودٍ ومَقولٍ ومَبيعٍ ومَدعوٍّ ومَرميٍّ ومَطويٍّ".
ويُبنى من غيره على لفظ مضارعه المجهول، بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومةً: "كمُعظَّمٍ ومُحترَمٍ ومُستَغْفَرٍ ومُدحرَجٍ ومُنطلَقٍ به ومُستعانٍ".
وهناك ألفاظٌ تكون بلفظ واحد لاسم الفاعل واسم المفعول: كمحتاجٍ ومُختارٍ ومُعتَدٍ ومُحتلٍّ. والقرينةُ تُعَينُ معناها.
وهي، إن كانت للفاعل فأصلُها: مُحتوِجٌ ومُخْتيِرٌ ومُعتَدِدٌ ومُحتلِلٌ، (بالكسر). وإن كانت للمفعول فأصلُها: "مُحتوَجٌ ومُختَيرٌ ومعتَدَدٌ ومُحتلَلٌ"، (بالفتح).
وإنما يُبنى من الفعل المتعدّي بنفسه: كمعلومٍ ومجهولٍ، أو بغيره: كمرموقٍ به ومُشفَقٍ عليه.
بناء (مفعول) من المعتل العين
تُحذفُ واوُ اسمِ المفعول المشتقِّ من الفعل الأجوف، ثمَّ إن كانت عينُهُ واواً، تُنقل حركتُها إلى ما قبلها، وإن كانت ياءً تحذف حركتها، ويُكسر ما قبلها لتَصِحَّ الياءُ، فاسم المفعول من يبيعُ: "مَبيعٌ"، ومن يقولُ: "مَقُولةٌ". وأصلهما: "مَبيوعٌ ومقْوولٌ".
ونَدَر إثباتُ واو "مفعول" فيما عينُهُ واو فقالوا: "ثوب مصْوُونٌ ومِسْكٌ مدْووفٌ وفرَسٌ مقوُودٌ. وهو سماعيٌّ لا يقاسُ عليه. وبنو تَميم من العرب يُثبتونَ واوَ "مفعول" فيما عينُه ياءٌ، "مبْيوع ومخْيوط ومكْيول ومدْيون".

بناء (مفعول) من المعتل اللام
إذا بُنيَ "مفعولٌ" مما آخرُ ماضيه ياءٌ، أو ألفٌ أصلُها الياءُ، قُلِبَتْ واوُهُ ياءً، وكُسر ما قبلها، وأُدغمت في الياءِ بعدها. فاسم المفعول من قرِيَ ورضِي ونهى وطوى ورمى، مَقْوِيٌّ عليه، ومَرْضيٌّ عنه، ومَنْهيٌّ عنه، ومَطْويٌّ، ومَرْمِيٌّ، قال الله تعالى: {يا أيّتها النَّفسُ المُطمئنّةُ ارجعي إلى ربِّكِ راضيةٌ مرْضِيّة}.
(والأصل: "مقوويٌ ومرضويٌ ومرمويٌ"، اجتمعت الواو والياء، وكانت الأولى ساكنة، فقلبت الواو ياء، وكسر ما قبلها وأدغمت في الياء الثانية).
وإن بُنيَ مما آخرُ ماضيه ألفٌ أصلُها الواو، مثلُ: غزا "يغزو، ودعا يدعو، ورجا يرجو" فليس فيه إلا إدغامُ واو المفعول في لامِ الفعل، كمَغْزوّ ومدعوٍّ ومرجوٍّ".
(فعيل) بمعنى (مفعْول)
ينوبُ عن "مفعولٍ"، في الدَّلالة على معناهُ، أربعةُ أوزان: وهي:
(1) فَعيلٌ: بمعنى مفعول، مثلُ: "قتيلٍ وذبيحٍ وكحيلٍ وحبيبٍ وأَسيرٍ وطريحٍ" بمعنى: "مقتولٍ ومذبوحٍ ومكحولٍ ومحبوبٍ ومأسورٍ ومطروحٍ". وهو يستوي فيه المذكرُ والمؤنثُ. فيقالُ: "رجلٌ كحيلُ العين، وامرأةٌ كحيلُها".  و "فعيلٌ" بمعنى "مفعول" سماعي. فما ورد منه يُحْفَظ ولا يقاس عليه. وقيل: إنه يُقاس في الأفعال التي ليس لها "فَعيلٌ" بمعنى "فاعل": كقتلَ وسلبَ. ولا ينقاس في الأفعال التي لها ذلك: كرحمَ وعلمَ وشهدَ، لأنهم قالوا: "رحيمٌ وعليمٌ وسميعٌ وشهيدٌ"، بمعنى: "راحمٌ وعالمٌ وسامعٌ وشاهدٌ".
(2) فِعْلٌ بكسرٍ فسكونٍ، مثلُ: "ذِبْحٍ وطِحْنٍ وطِرْحٍ ورِعْيٍ"، بمعنى: "مذبوحٍ ومطحونٍ ومطروحٍ ومرعِيٍّ".
(3) فَعَلٌ، بفتحتين، مثلُ: "قَنَصٍ وجَزَرٍ وعَدَدٍ وسَلَبٍ وجَلَبٍ، بمعن: "منقوصٍ ومجزورٍ ومعدودٍ ومسلوبٍ ومجلوبٍ".
(4) فُعْلة، بضمٍّ فسكونٍ كأُكْلةٍ وغُرفةٍ ومُضغةٍ وطُعمةٍ، بمعنى: "مأكولٍ ومغروفٍ وممضوغٍ ومطعومٍ".
وهذه الأوزانُ الثلاثةُ: "فِعْلٌ وفَعَلٌ وفُعلةٌ". سماعيّةٌ وقليلةٌ. ويستوي فيها المذكر والمؤنث أيضاً.
أما إطلاقُ المصدرِ مُراداً به المفعولُ، فهو كثيرٌ مطرِدٌ، نحو: "هذا ضربُكَ وأكلُكَ وكتابتُكَ وعِلمكَ وعملكَ"، بمعنى: مضروبِكَ ومأكولِكَ ومتكوبِكَ ومعلومِكَ.
عَمَلُ اسْمِ الْمَفْعولِ
يعملُ اسمُ المفعول عمَلَ الفعلِ المجهول، فيرفعُ نائبَ الفاعلِ، نحو: "عزَّ من كان مُكرَماً جارُهُ، محموداً جِوراُهُ". وتجوزُ إضافتُهُ إلى معمولهِ، نحو: "عَزَّ من كان محمودَ الجوارِ، مُكرَمَ الجارِ".
وشروطُ إعمالهِ كما مرَّ في اسمِ الفاعل تماماً.
وشرطُ عمله أن يقترنَ بألْ. فإن اقترنَ بها، لم يحتج إلى شرطٍ غيره. فهو يعملُ ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً، مُعتمداً على شيءٍ أو غيرَ معتمدٍ، نحو "جاء المعطي المساكينَ أمسِ أو الآن أو غداً".
فإن لم يقترن بها، فشرطُ عملهِ أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وأن يكون مسبوقاً بنفيٍ، أو استفهام، أو اسمٍ مُخبَرٍ عنه بهِ، أو موصوفٍ، أو باسمٍ يكون هوَ حالاً منه، فالأولُ، نحو "ما طالبٌ صديقُكَ رفعَ الخلافِ". والثاني نحو "هلْ عارفٌ أخوك قدرَ الإنصافِ؟". والثالث نحو "خالدٌ مسافرٌ أبواهُ". والرابعُ نحو "هذا رجلٌ مجتهدٌ أبناؤُهُ". والخامسُ نحو "يَخطُبُ عليٌّ رافعاً صوتَهُ".
وقد يكونُ الاستفهامُ والموصوفُ مُقدَّرَينِ. فالأولُ نحو "مُقيمٌ سعيدٌ أم مُنصرفٌ؟" والتقديرُ أمقيمٌ أم منصرفٌ؟ والثاني كقول الشاعر
*كناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيوهِنَها     *    فَلَمْ يَضِرْها، وَأَوَهى قَرْنَهُ الْوَعِلُ*
أي كوعلٍ ناطحٍ صخرةً. ونحو "يا فاعلاً الخيرَ لا تنقطع عنه، أي يا رجلاً فاعلاً.
تمرينات:
أ‌.      بين أسماء المفعولين في العبارات الأتية، ويبن أفعالها الماضية والمضارعة:
1. المرء مخبوء تحت لسانه
2. كل مبذول مملول
3. كل ممنوع مرغوب فيه
4. يحب أن يكون المنزل موفور الهواء والنور، مرتب الأثاث، معتنى بنظافته، وأن تكون له حديقة منسقة














الصفة المشبهة
الصفةُ المشهبةُ بإسم الفاعلِ: هي صفةٌ تُؤخذُ من الفعل اللازم، للدَّلالة على معنًى قائمٍ بالموصوف
بها على وجه الثُّبوت، لا على وجه الحُدوث: كحسنٍ وكريمٍ وصَعْبٍ وأسودَ وأَكحلَ.
ولا زمان لها لأنها تَدُلُّ على صفاتٍ ثابتة. والذي يتطلَّبُ الزمان إِنما هو الصفات العارضة.
(وإنما كانت مشبهة باسم الفاعل، لأنها تثنى وتجمع وتذكر وتؤنث، ولأنها يجوز أن تنصب المعرفة بعدها على التشبه بالمفعول به. فهي من هذه الجهة مشبهة باسم الفاعل المتعدي الى واحد).
ويَعلِبُ بناؤها من باب "فَعِلَ يفعل" اللازم: كأكحلَ، من "كحِلَ" ومن باب "فعُلَ يفْعَلُ": كشريف من "شَرْفَ" ويقلُّ من غيرهما: كسيّدٍ وضَيّقٍ وحريصٍ، من: "سادَ يسودُ وضاقَ يضيقُ وحرصَ يحرصُ".
أوزانها من الثلاثي المجرد
تأتي الصفةُ المشبَّهةُ من الثلاثيِّ المجرَّد قياساً على أربعة أوزان وهي: "أفعلُ، وفَعْلانُ، وفَعلٌ، وفعيل".
الصفة المشبهة على وزن (افعل)
يأتي "أفعَلُ" من "فَعَلَ" اللازمِ، قياسياً مُطْرداً، لما دَلَّ على لونٍ، أو عيبٍ ظاهرٍ، أو حِلْية ظاهرة. ومُؤنثُهُ "فَعْلاءُ" فاللّونُ: كأحمر. والعيبُ الظاهرُ: كأعرج وأعور وأعمى. والحِلْية الظاهرةُ: كأكحل وأحور وأبخل. وشذَّ مجيءُ الصفة من شعِثَ وحدِبَ" على "شَعِث وحَدِب".
(لأن الشعث والحدب من العيوب الظاهرة فحق الصفة منهما أن تكون عليه وزن "أفعل". وقد قالوا أيضاً: "أشعث وأحدب"، وهما أكثر استعمالا، وأما قولهم: "ماءٌ كدِرٌ". بكسر الدال، فهو بمنىٌ على "كدُرَ، بضم الدال، لا على "كدِرَ"، بكسرها، كما توهم بعض العلماء. فان بنيتها من هذه قلت: "أكدر"). وشَذَّ مجيئُها من: "حَمِقَ يحمقُ" على "أحمق". ومن: "شابَ يشيبُ" على "أشيب"، ومن: "قطع وجذم" على "أقطع وأجذم".
(لأن "أحمق"، وإن كان من باب "فعل" المكسور العين، فهو يدل على عيب باطن فقياسه أن يكون على وزن "فعل"، بكسر العين. وقد قالوا أيضاً: "حمِقٌ" بكسر الميم، على القياس. و "أشيب"، وإن دل على عيب ظاهر، فهو من باب "فعل" المفتوح العين. فقياسه أن يكون على وزن "فيعِل" بكسر العين، كطيب وضيق، من: طاب يطيب، وضاق يضيق. و "أقطع وأجزم"، وإن دلاّ أيضاً على عيب ظاهر، فهما من باب "فعل"، المفتوح العين، وحقهما أن يكونا بوزن اسم المفعول: أي: "مقطوع ومجذوم".
الصفة المشبهة على وزن فعلان
يأتي "فَعْلان" من "فِعلَ" اللازم الدَّال على خُلُوّ، أو امتلاءٍ، أو حرارة باطنيّةٍ ليست بداءٍ. ومُؤنثُهُ "فعْلى"، فالخُلوُّ: كالغَرثان والصَّدْيان والعطشان. والامتلاء: كالشَّبعان والرَّيان والسَّكران. وحرارةُ الباطن غير داءٍ: كالغضبان والثَّكلان واللَّهْفان. وقد قالوا: "جَوْعان"، (من جاع يجوع)، حملاً له على "غرتان"، من: "غَرثَ يَغرثُ" لأنه بمعناه. (وحقه أن يكون على "فيعل"، بكسر العين: كسيد وميت، من: "ساد يسود ومات يموت").
الصفة المشبهة على وزن (فعل)
يأتي "فَعِلٌ" - بكسر العين - من "فَعِل" - بكسر العين - اللازم، الدّال على الأدواءِ الباطنيَّة، أو ما يَشبهها، أو ما يَضادُّها. ومؤنثة "فَعِلة". والأدواءُ، إما جسمانيّة: كوجعٍ ومَغِصٍ وتعبٍ وجوٍ ودوٍ. وإما خُلقيّةٌ: كضجرٍ وشرسٍ ولحزٍ وبَطرٍ وأشرٍ ومرحٍ وقلق ونكدٍ وعمٍ. ويُشبه الأدواء ما دلَّ على حزن واغتمام: ككمدٍ وحزنٍ وحربٍ وشبحٍ. ويَضادّها ما دلَّ على سرور: كجذلٍ وفرحٍ وطربٍ ورضٍ. أو على زينٍ من الصفات الباطنة: كفطنٍ وندس ولبقٍ وسلسٍ وأبٍ. وقد يُخفَّفُ "فعلٌ" فيكون على "فَعْلٍ" - بسكون العين - كندْسٍ وشكسٍ وفطنٍ. وقد يأتي على "فعيل" وهو أصلُه المخفَّف هو منه: كسليمٍ وسقيمٍ ورضيٍّ وأبيٍّ وحميٍّ.
(واعلم أن حق الصفة من باب "فعلِ" بكسر العين الدالة على المعاني المذكورة، أن تكون على وزن "فعيل". غير أنهم خففوا "فعيلا" هذا بحذف الياء، إذا جاء من باب "فعِل" المكسور العين، وتركوه للصفة من باب "فعُل" بضم العين: كالكريم والشريف ونحوهما. غير أنه قد بقيت ألفاظ من باب "فعلِ"، المكسور العين، على "فعيل" دالة على الأصل).
وما ورد من باب "فعِل" على غير "فَعِل"، فهو سماعيٌّ لا يُقاس عليه: كندْسٍ وندُسٍ، وشكْسٍ وشكُسٍ (ويقالُ أيضاً: "ندِسٌ وشكِسٌ" على القياس)، وصِفْرٍ وصَفْرٍ وصُفْرٍ، ونِكْسٍ وعجُلٍ، وحَذرٍ ويقال أيضاً: "عَجِلٌ وحَذِرٌ" على القياس، ويقال: "حَذْرٌ" (بسكون الذال)، وحُرٍّ وغيورٍ. وما جاءَ على "فعِيلٍ" كمريضٍ، وإن كان هو الأصلُ، فلا يُقاسُ عليه.
الصفة المشبهة على وزن (فعيل)
يأي "فَعِيلٌ" غالباً من "فَعْلَ" يَفعُلُ، المضموم العين: "ككريمٍ وعظيمٍ وحقيرٍ وسميحٍ وحليمٍ وحكيمٍ ورئيسٍ وظريفٍ وَخَشينٍ وبخيلٍ وجميلٍ وقبيحٍ ووضيءٍ وظهيرٍ".
وقد تأبي الصفةُ من هذا الباب على "فَعِلٍ" مخفَّفٍ "فَعيل": كخَشِنٍ وسَمِجٍ وطَهِرٍ، وعلى فَعْلٍ، مُخفَّف "فَعِلٍ": كضَخْم وشَهْمٍ وفخْمٍ وصعْبٍ وسمْجٍ وسمْحٍ، وعلى "فعَلٍ": بفتح عينٍ "فعَل: كبطلٍ وحسنٍ، وعلى "فعالٍ"، بزيادة ألفِ المدِّ على "فعَلٍ": كجبانٍ وحَصانٍ وزانٍ، وعلى "فُعال": كشُجاعٍ وصُراحٍ وعلى "فُعلٍ" - بضم فسكون - كصُلْبِ (ويُقال: صَليب أيضاً) وعلى "فُعُلٍ" بضمتين - كجُنُبٍ وعلى "فعولٍ": كوَقُورٍ وطهورٍ، وعلى فاعلٍ: كطاهر وفاضل.
الصفة المشبهة من (فعل) المفتوح العين
قد تُبنى الصفةُ المشبَّهةُ من باب "فعَلَ" المفتوحِ العينِ (وذلك قليلٌ)، فتجيءُ على وزن "أفعلَ": كأشيَبَ وأقطعَ وأجذَمَ، وعلى "فيْعِل". بكسر العين، ولا يكون إلا من الأجوف: كسيّدٍ وقيّمٍ (من الواويِّ)، وضيّقٍ وطيّبٍ (من اليائيِّ)، وعلى "فَيْعَلٍ"، بفتح العين، ولا يكون إلاّ من الصحيح: كصَيْرف وفَيْصَلٍ، وعلى "فَعيل" بكسر العين، وأكثر ما يكونَ من المضاعفِ والمعتلِّ اللام، فالمضاعفُ: كعفيفٍ وطبيبٍ وخسيسٍ وجليلٍ وحبيبٍ (بمعنى المحبِّ) ودَقيقٍ ولبيبٍ وشديدٍ، والمُعتلُّ الآخِر: كعَليٍّ وصَفىٍّ وزَكيٍّ وخَليٍّ وجَليٍّ ووَصِيٍّ. وقد يكون "فعيلٌ" المبنيُّ على "فَعَلَ" من غير المضاف والمعتلّ: كحريصٍ وطويلٍ. لصفة المشبهة على وزن (فاعل). إذا أردتُ بالصفة المشبهة معنى الحدوث والتَّجدُّدِ، عَدلتَ بها عن وزنها إلى صيغة اسم الفاعل، فتقولُ في "فَرحٍ وضَجرٍ وطَربٍ": "فارِح وضاجِرٌ وطارِبٌ".
وما جاء على زِنتيِ اسمي الفاعلِ والمفعول، مما قُصِدَ به معنى الثبوت والدَّوام، فهو صفةٌ مشبَّهةٌ، كطاهرِ القلبِ، وناعمِ العيشِ، ومُعتدِلِ الرأيِ، ومستقيمِ الطريقة، ومَرْضِيِّ الخُلُقِ، ومُهذَّبِ الطَّبعِ، وممدوحِ السيرةِ، ومُنقَّى السريرةِ.
الصفة المشبهة من فوق الثلاثي .
تجيءُ الصفة المشبهة من غير الثلاثيِّ المجرَّدِ، على وزن اسم الفاعل، كعتدِل القامةِ، ومُستقيمِ الأطوارِ، ومُشْتدِّ العزيمةِ.
الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة
الفرقُ بين اسم الفاعل والصفةِ المشبَّهة به من خمسة وُجوه:
الأول: دلالتُها على صفة ثابتة، ودلالتُه على صفة متجددة.
الثاني: حُدوثه في إحدى الأزمنة. والصفةُ المشبَّهةُ للمعنى الدائم الحاضر، إلا أن تكون هناك قرينة تَدُلُّ عل خلاف الحاضر، كأن تقولَ: "كان سعيدُ حسناً فقبُحَ".
الثالثُ: أنها تُصاغ من الفعل اللازم قياساً، ولا تصاغُ من المتعدّي إلا سَماعاً: كرحيم وعليم.
وقد تُصاغُ من المتعدِّي، على وزن اسم الفاعل، إذا تُنُوسي المفعولُ به، وصار فعلُها في اللازم القاصر، مثلُ: "فلانٌ قاطعُ السيفِ، وسابِقُ الفرسِ، ومُسْمِعُ الصوتِ ومُخترِقُ السهمِ". كما تُصاغُ من الفعل المجهول مُراداً بها معنى الثبوت والدَّوام: كمحمود الخلق، ومَيمون النّقيبة. واسم الفاعل يصاغُ قياساً من اللازم والمتعدي مُطلقاً، كما سلفَ.
الرابعُ: أنها لا تَلزَمُ الجريَ على وزن المضارع في حركاته وسكناته، إلا إذا صِيغتْ من غير الثلاثيِّ المجرَّد، واسم الفاعل يجب فيه ذلك مُطلقاً كما تقدَّم.
الخامسُ: أنها تجوزُ إضافتُها إلى فاعلها، بل يُستحسَنُ فيها ذلك: كطاهر الذيلِ، وحسنِ الخُلق، ومُنطلقِ اللسان، ومعتدلِ الرأي والأصل: "طاهرٌ ذيلُه، وحسنٌ خلُقُهُ، ومُنطلقٌ لسانهُ ومُعتدلٌ رأيُهُ". واسم الفاعل لا يجوز فيه ذلك، فلا يقال: "خليلٌ مُصيبُ السَّهم الهَدف" أي: مُصيبٌ سهمُه الهدف.واسمُ المفعول، كالصفة المشبهة، تجوز إضافتُه إلى فاعله. لأنه في الأصل مفعولٌ، مثلُ: "خالدٌ مجروحُ اليد". والأصل: "مجروحةٌ يدُهُ أما إضافةُ الفاعل إلى مفعوله فجائزةٌ، مثلُ: "الحقُّ قاهرُ الباطل".
تمرينات: أ. بين عمل الصفة المشبهة في العبارات الأتية، وبين موقع المعمول من الإعراب:
1. النيل عذب ماءه، كثير فيضانه
2. التمساح يألف المواطن الشديدة حرارتها، وهو سريع العدو قوي الأظفار والأسنان.
3. الخفاش حيوان عجيب خلقا، طويل عمرا ، يطير بغير ريش ولا يبصر في النهار.
4. أحب كريم الطباع، أما السيئ أخلاقا فإني أكرهه
مبالغة اسم الفاعل
1-      التعريف
مبالغةُ اسم الفاعل: ألفاظٌ تدلُّ على ما يدُلُّ عليه اسمُ الفاعل بزيادة وتسمى: "صيغَ المُبالغة": كعلاّمةٍ وأكولٍ، أي: "عالمٍ كثير العلم وآكلٍ كثير الأكل".
2-      أوزانها
ولها أجد عشر وزناً. وهي:
"فعّالٌ": كجبّارٍ،
و "مِفْعالٌ": كمِفضالٍ،
و "فعِّيلُ": كصِدّيقٍ،
و "فعَالةٌ": كفهامةٍ،
و "مِفْعيلٌ": كمِسكينٍ،
و "فعُولٌ": كشروبٍ،
و "فعيلٌ": كعليمٍ،
و "فعِلٌ": كحِذرٍ، و "فعَّالٌ": ككُبّارٍ،
و "فعُّولٌ": كقُدُّوسٍ،
و "فيْعولٌ": كقيُّومٍ.
وأوزانُها كلُّها سماعيّة فيُحفظُ ما ورد منها، ولا يقاسُ عليه.
وصيغُ المُبالغةِ ترجعُ، عند التحقيق، إلى معنى الصفة المشبهة، لأن الإكثار منَ الفعل يجعله كالصفة الراسخة في النفس.
سكنت بعد حرفٍ صحيحٍ غيرِ الهمزة، جاز تحقيقها والنطْق بها كرأسٍ وسُؤلٍ وبئرٍ. وجاز تخفيفُها "بقلبها حرفاً يُجانس حركة ما قبلها: كراسٍ وسُولٍ وبيرٍ.
وإن كانت آخر الكلمة بعد واو او ياءٍ زائدتين ساكنتين، جاز تحقيق الهمزة: كوُضُوءٍ ونتُوءٍ ونبُوءةٍ وهنيءٍ ومَريءٍ وخَطيئةٍ، وجاز تخفيفها، بقلبها واواً بعد الواو وياء بعد الياء، مع إدغامها فيما قبلها: كوُضوٍّ ونُتوٍّ وهنيٍّ ومريٍّ وخطيةٍ.
فإن كانت الواو والياءُ أصليتين: كسوءٍ وشيءٍ، فالأولى تحقيق الهمزة، ويجوز قلبها وإدغامها: كسو وشي.
وإن تحرَّكت بالفتح في حشو الكلمة، بعد كسرةٍ او ضمةٍ، جاز تحقيقها: كذئابٍ وجؤَارٍ، وجاز تخفيفها، بقلبها حرفاً يجانس حركة ما قبلها كذيابٍ وجُوَارٍ.
تمرينات:
أ‌.      ضع اسم فاعل بدل كل صيغة من صيغ المبالغة في العبارات الأتية:
1. لاتجد العجول فرحا ولا الغضوب سرورا ولاالملول صديقا
2. كلب جوال خير من أسد رابض
3. لايخلو المرء من ودود يمدح وعدو يقدح
4. لاتكن جزعا عند الشدائد












اسمُ الزَّمانِ واسمُ المكانِ
اسمُ الزَّمانِ: هو ما يُؤْخذُ من الفعل للدَّلالة على زمان الحدَث، نحو: "وافِني مَطْلِعَ الشمسِ" أي: وقتَ طلوعها.
واسمُ المكانِ: هو ما يُؤْخذُ من الفعل للدَّلالة على مكان الحدَث، كقوله عَزَّ وجَلَّ: "حتّى إذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمس" أي مكان غروبها.
وزنهما من الثلاثي المجرد لإسمي الزَّمان والمكان، من الثلاثيِّ المجرَّدِ، وزنانِ: "مَفعَلٌ" - بفتح العين، و "مَفْعِلٌ" بكسرها.
فوزنُ "مَفْعَلٍ" بفتحِ العينِ - للثلاثيِّ المجرَّدِ المأخوذ من "يَفْعُلُ" - المضمومِ العين - أَو "يَفْعَلُ" المفتوحِها - أو من الفعل المُعتلِّ الآخر وإِن كان من "يَفعِل"، المكسور العين، فالأولُ مثلُ: "مَكتَبٍ ومَحضَر وَمَحلٍّ". والثاني مثلُ: "مَلْعَبٍ": والثالثُ مثلُ: "مَلْهى ومَثْوى ومَوْقى".
(ولا فرق بين أن يكون المعتل الآخر ناقصاً، كملهى: "من لها يلهو"، أو لفيفاً مقروناً كمثوى: "من ثوى يثوي". أو لفيفاً مفروقاً كموفى: "من وفى يفي فوزن هذه الثلاثة واحد).
وشذَّت أَلفاظٌ جاءت بالكسر، مع أنها مَبنيَّةٌ من مضموم العين في المضارع، وذلك: كَالمطلِعِ والمَغرِبِ والمَشرِقِ والمَسجِدِ والمَنسِكِ والمَجزِرِ والمَنبِتِ والمَسقِطِ والمَفرِقِ والمَرفِقِ والمَسكِنِ. ويجوز فيها الفتحُ، على القياس. والأولُ أفصحُ.
ووزنُ "مَفْعِل" - بكسر العين - للثلاثيِّ المجرَّدِ المأخوذ من "يَفعِلْ" - الصحيحِ، المكسور العين - أو من المثال الواويِّ، فالأولُ مثلُ: "مَجلِس ومَحبِس ومَضرِب ومَبِيت ومَصِيف"، والثاني مثلُ: "مَوْرِد ومَوْعِد ومَوْجِل ومَوْحِل".
ولا فرقَ بين أن تكونَ عنيُ المثالِ الواويّ مكسورة في المضارع، كمَوْرِد، من: "ورَدَ يَرِدُ" وأن تكون مفتوحة: كمَوْضِع، من: "وَضعَ يَضَعُ". وبعضُ العلماءِ يجعله من مفتوح العين على "مَفَعَل" - بفتح العين وذلك جائز مسموع عن العرَب.
اسم المكان على (مفعلة)
قَدْ تدخلُ تاءُ التأنيثِ على أسماءِ المكان: "كالمزلَّةِ والمعبرةِ والمشرَفةِ والمدرَجةِ ومَوقعَة الطائرِ والمقبرةِ والمشربةِ.
وما جاء من ذلك على "مَفْعُلة" - بضم العين - كالمقْبُرة والمشرُفة والمشرُبة فهو شاذّ.
وقد يُبنى اسمُ المكان من الأسماءِ على وزن "مَفْعَلة"، للدَّلالة على كثرة الشيءِ في المكان، مثلُ: "مَسبَعةٍ ومأسدةٍ ومَذأَبةٍ ومَبْطَخةٍ ومَقثأةٍ ومَحيأةٍ ومَفْعأةٍ ومَدْرَجةٍ".
ولم يُسمع مثلُ هذا في الرُّباعيِّ الأصول فما فوقهُ: "كالضفدُعِ والثعْلبِ والسّفرجلِ". فلا يُقالُ: "أرضٌ مُضَفدَعةٌ ولا مُثَعْلبةٌ، ولا مُسَفْرَجةٌ". ولكنَّكَ تبنيها على صيغة إسم الفاعل، فتقول: "مُضفْدِعة ومُثَعْلِبة ومُسَفْرِجة".
وزنهما من فوق الثلاثي المجرد
يكون اسما الزمان والمكان، من غير الثلاثيِّ المجرَّد، على وزن اسم المفعول، نحو: "مُجتمَعٍ ومُنتَدىً ومُنتظَرٍ ومُستشْفَىً".

فائدة
المصدر الميمي واسم المفعول واسما الزمان والمكان. مما هو فوق الثلاثيّ المجرد. شركاءٌ في الوزن، ويفرّق بالقرينة. فاذا قلت: جئتك منسكب المطر. فالمعنى جئتك وقت انسكابه. وإذا قلت: انتظرك في مرتقى الجبل. المعنى: في المكان الذي يرتقي فيه إليه وإذا قلت: هذا الأمر منتظر. فالمعنى أن الناس ينتظرونه. فهو اسم مفعول. وإذا قلت: أعتقد معتقد السلف. فمعتقد: مصدر ميمي بمعنى الإعتقاد.
تمرينات:
أ. استخرج مافي العبارات الأتية من أسماء الزمان والمكان واضبط حروف كل اسم منها مع بيان سبب ضبطه!
1. مقتل الرجل بين فكيه
2. لكل سر مستودع
3. يؤتي الحذر من مأمنه
4. مجلس العلم روضة

















اسم الآلة

اسمُ الآلة: هو اسمٌ يؤخذ غالباً من الفعل الثلاثيّ المجرّدِ المتعدّي للدَّلالة على أداةٍ يكونُ بها الفعل كمِبْرَدٍ ومِنشارٍ ومِكنَسَةٍ.
وقد يكونُ من غير الثلاثيّ المجرَّد. كالمِئْزرِ والمِئْزَرة والمِئْزَار (من ائْتَزَرَ)، والمِيضأة (من تَوَّضَّأ)، والمِحراكِ (للعُود الذي تُحرّكُ به النارُ، من حَرَّكَ)، والمِعْلاقِ (اسمٌ لما يُعلّقُ به الشيءُ، من علَّق)، والمِمْلسة وهي خشبةٌ تُسوّى بها الأرضُ وتملَّسُ، من: "مَلَّسَ الأرض" إذا سوَّها).
وقد يكون من الثلاثيّ المجرَّد اللازم: كالمِرقاةِ (ويجوزُ فتحُ ميمِها: وهي الدرجةُ، من "رَقِيَ": (إذا صَعِدَ)، والمِعْرَج والمِعراج (وهو السُّلَّم)، من "عَرَجَ يَعرُجُ": (إذا ارتقى)، والمِصباح (من "صَبُحَ الوجهُ": إذا أشرَقَ وأنارَ)، والمِدخنةِ (من "دخنَتِ النارُ تَدُخنُ وتَدْخَنُ": إذا خَرجَ دُخانها، أو ارتفع)، والمِزْربِ (من زَرِبَ الماءُ يَزرَبُ: إذا سال)، والمِعزَفِ والمِعْزَفةِ (وهي أداةُ اللَّهوِ: كالعود والطُّنبور ونحوهما، والجمع "مَعازِف"، من "عَزفَ يَعزِفُ": إذا غنّى، وكذلك إذا ضربَ بالمعازف)، و (المِلهى) وهو آلة اللهو. وجمعُه "مَلاهٍ" من "لها يَلهو").
وقد يكون من الأسماءِ الجامدةِ: كالمِحْبرةِ (من الحِبر. ويجوزُ فيها فتح الميم)، والمِقْلمة (من القلم، وهي وِعاءُ الأقلام)، والمِمْطر والمِمْطرة (من المَطَر، وهو الثوبُ يُتَّقى به المطرُ)، والمِمْلحة من المِلح. ويجوز فيها فتح الميم (والمِئْبَر) من الإِبرة، وهو بيتُها، والمِزْوَد (من الزاد، وهو وعاؤُهُ).
اوزان اسم الآلة
لاسم الآلة ثلاثةُ أوزانٍ: (الأول): "مِفْعَلٌ": كمِبْضعٍ ومِرقمٍ ومِعْبَرٍ ومِقصٍّ. و (الثاني): "مِفْعَلَةٌ": كمِمسَحةٍ ومِعْبَرةٍ ومِشْرَبةٍ ومِنَشَّةٍ ومِصْفاةٍ. و (الثالثُ): "مِفْعالٌ" كمفتاحٍ ومِجذافٍ ومِغرافٍ ومِقْراضٍ.
وقد جاءَ في كلام العرب أسماءٌ للآلات مُشتقةٌ من الفعل على غير هذه الأوزان شُذوذاً، وذلك المُنْخُل والمُسْعطُ والمُدُق والمُدْهُن والمُكحُلة والمُحْرُضة. وقد يُقالُ: "المِسْعَطُ والمِدَقُّ والمِحرَضةُ"، في هذه الثلاثة، على القياس.
وقد يكونُ اسمُ الآلةِ جامداً، غير مأخوذ من الفعل، ولا على وزن الأوزان السابقة: كالقَدوم والفأس والسِّكين والجرَس والنّاقور والسّاطور.
النصوص الواردة في (جامع الدروس العربية / الغلاييني) ضمن الموضوع (تصريف الأفعال) ضمن العنوان (معنى التصريف)
بين فيما يأتي أسماء الألة واذكر أفعالها:
1. العشرة محك الأصدقاء
2. عقل الرجل ميزانه
3. المحبرة تحتاج إلى المداد، والمبراة في حاجة إلى شحد
4. يحتاج الطباخ فيما بحتاج إلى مقلاة ومغرفة ومصفاة











( الإدغام )

الإدغامُ إِدخالُ حرفٍ في حرفٍ آخرَ من جنسه، بحيث يصيرانِ حرفاً واحداً مُشدَّداً، مثلُ "مدَّ يمدُّ مدّاً" وأصلُها "مدَدَ يمدُدُ مدْداً". وحكمُ الحرفينِ، في الإدغامِ، أن يكون أوَّلهما ساكناً، والثاني متحركاً، بلا فاصلٍ بينهما.  وسكون الأول إما من الأصل كالمد والشد. وإما بحذف حركته. كمدَّ وشدَّ. وإما بنقلِ حركته إلى ما قبلهُ كيمُد، ويشدُّ.
والإدغامُ يكون في الحرفين المتقاربين في المَخرَج، كما يكون في الحرفين المتجانسين. وذلك يكون تارةً بإبدال الأول ليُجانسَ الآخر كامَّحى، وأصلُه "انمحى"، على وزن "انفعلَ" ويكون تارةً بإبدال الثاني ليُجانس الأولَ كادَّعى، وأصلُه "ادْتعى"، على وزن "افتَعل".
اقسام الادغام
الإدغامُ، إِما صغيرٌ، وهو ما كان أوَّلُ المثلين فيه ساكناً من الأصل.
وإما كبير وهو ما كان الحرفان فيه متحركين، فأسكن أولهما بحذف حركته، أو بنقلها إلى ما قبلها. وإنما سُمّيَ كبيراً لأن فيه عَمَلين وهما الإسكان والإدراجُ، أي الإدغام. والصغير ليس فيه إلا إِدراج الأولِ في الثاني.
وللإدغامِ ثلاثُ أحوالٍ الوجوبُ، والجوازُ، والإمتناع.
وجوب الادغام
يجبُ الإدغامُ في الحرفين المتجانسين إذا كانا في كلمة واحدة، سواءٌ أكانا متحرّكين كمَرَّ ويمُرُّ (وأصلُهما مَرَر ويمرُرُ)، أم كان الحرف الأول ساكناً والثاني متحركاً كمد وعَض (وأصلهما مَدْدٌ وعَضْضٌ). وأما قول الشاعر "الحمدُ لله العلي الأجلَلِ" فمن الضّرورات الشعريَّة، والقياسُ (الأجَلّ).
ثم إن كان الحرفُ الأول من المثْلين ساكناً، أدغمتَه في الثاني بلا تغيير. كشَد وصَدٍّ (وأصلهما شَدْد وصَدْدٌ). وإن كان متحركاً طرحتَ حركتهُ وأدغمتهُ" إن كان ما قبلهُ متحركاً أو مسبوقاً بحرفِ مدٍّ، كرد ورادٍّ. (وأصلُهما رَدَد ورادِدٌ) أما إن كان ما قبله ساكناً فتنقَلُ حركته إليه كيرُدُّ (وأصلُه يُرْدُد).
ويجب إدغام المِثلين المُتجاورين الساكنِ أولُهُما، إذا كانا في كلمتين، كما كانا في كلمة واحدة، مثلث "سَكَتُّ، وسكنَّا وعَنَّى وعَلَيَّ، واكتُبْ بالقلم، وقلْ له، واستغفرْ رَبَّك" غيرَ أنه إن كان ثاني المثلين ضميراً، وجب الإدغامُ لفظاً وخطًّا، وإن كان غير ضمير وجب الإدغامُ لفظاً لا خطًّا، كما رأيت.
وشذَّ فكُّ الإدغام الواجبِ في ألفاظٍ لا يُقاسُ عليها، مثلُ "ألِلَ السقاء والأسنانُ" (إذا تغيَّرت رائحتُهما وفسَدتْ)، ودببَ الإنسانُ (إذا نَبت الشَّعرُ في جبينه) وضضبِبتِ الأرض (إذا كثُرَت ضبابُها)، وقَطِط الشَّعر (إذا كان قصيراً جَعْداً). ويقال قَطَّ بالإدغام أيضاً، ولَحِحت العين (إذا لَصقتْ أجفانُها بالرمصِ) ولخَختْ )إذا كثُر دَمعُها وغلُظتْ أجفانُها، ويقال لحَّت ولَخَّت بالإدغام أيضاً، ومَشَشتِ الدابةُ (إذا ظهرَ في وظيفها المَششُ)، وعَزُزتِ الناقةُ (إذا ضاق مجرى لبنها).
وشذَّ في الأسماءِ قولُهم "رجلٌ ضففُ الحال، (أي ضيّقُها) وشديدُها، ويقولُ (ضَفُّ الحالِ بالإدغام أيضاً)، وطعامٌ قَضيضٌ أي "فيه حصًى صغارٌ أو تراب، ويقال قضٌ بالإدغام أيضاً وقَضِضٌ بالتحريكِ. وهذا يُمْنعُ فيه الإدغامُ، لأنه اسمٌ على وزنِ "فعلٍ" كما ستعلم.
جواز  الإدغام
يجوزُ الإدغامُ وتركُهُ في أربعة مواضعَ
الأول أن يكون الحرفُ الأولُ من المثْلين متحركاً، والثاني ساكناً بسكونٍ عارضٍ للجزْمِ أو شبْههِ، فتقولُ "لم يَمُدَّ ومُدَّ"، بالإِدغامِ، و "لم يَمْدُدْ" بفكّهِ. والفكُّ أجودُ، وبه نَزَلَ الكتابُ الكريمُ. قال تعالى {يكادُ زيتُها يُضيءُ، ولو لم تَمْسَسْه نارٌ} وقال {واشدُدْ على قلوبهم}.
وإن اتَّصل بالمُدغَمِ فيه ألفُ الأثنينِ، أو واوُ الجماعة، أو ياءُ المخاطبة، أو نونُ التوكيد، وجبَ الإدغامُ، لزَوالِ سكونِ ثاني المِثْليْنِ، مثلُ "لم يَمُدَّا ومُدَّ، ولم يَمُدُّوا ومُدُّوا، ولم تَمدِّي ومُدِّي، ولم يَمُدَّنْ ومُدَّنْ، ولم يَمدَّنَّ ومُدَّنَّ"، أما إن اتصل به ضمير رفعٍ متحركٌ فيمتنعُ الإدغامُ، كما سيأتي.
وتكونُ حركةُ ثاني المثْلين المُدغَميْن في المضارع المجزوم والأمر، اللَّذين لم يتَّصل بهما شيءٌ، تابعةٌ لحركة فائه، مثلُ (رُدُّ ولم يَرُدُّ، وعَضَّ ولم يَعضَّ، وفِرَّ ولم يَفرَّ) هذا هو الأكثرُ في كلامهم. ويجوزُ أيضاً في مضموم الفاء، معَ الضمِّ، الفتحُ والكسرُ. "كرُدَّ ولم يرُدَّ، ورَدَّ ولم يَرُدَّ. ويجوزُ في مفتوحها، مع الفتحِ الكسرُ، كعَضَّ ولم يَعَضَّ. ويجوز في مكسورها، مع الكسرِ، الفتحُ. كفرَّ ولم يَفرَّ.
(نعلم من ذلك أن المضموم الفاء يجوز فيه الضم والفتح، ثم الكسر، والكسر ضعيف، والفتح يشبه الضم في قوته وكثرته، وأنّ المفتوح الفاء يجوز فيه الفتح، ثم الكسر، والفتح أولى وأكثر، وأن المكسور الفاء يجوز فيه الكسر والفتح، وهما كالمتساويين فيه.
ويكون جزم المضارع حينئذ بسكون مقدر على آخره، منع من ظهوره حركة الإدغام، ويكون بناء الأمر على سكون مقدر على آخره، منع من ظهوره حركة الإدغام أيضاً.
واعلم أن همزة الوصل في الأمر من الثلاثي المجرد، مثل: "أمدد"، يستغنى عنها بعد الإدغام، فتحذف، مثل: "مد"، لأنها إنما أتي بها للتخلص من الإبتداء بالساكن، وقد زال السبب، لأن أول الكلمة قد صار متحركاً).
الثاني: أن يكونَ عينُ الكلمةِ ولامُها ياءَيْنِ لازماً تحريك ثاينتِهما، مثل (عييَ وحييَ، فتقولُ: (عَيَّ وحَيَّ)، بالإدغام أيضاً.
فإن كانت حركةُ الثانيةِ عارضاً للإعراب، مثل: (لَن يُحييَ، ورأيتُ مَحيِياً)، إمتنع إدغامُهُ. وكذا إن عَرَض سكون الثانية مثل: عييت وحيِيتُ).
الثالث: أن يكون في أول الفعل الماضي تاءَان، مثلُ: "تتابعَ وتَتَبّعَ"، فيجوز الإدغامُ، مع زيادة عمزة وصلٍ في أوله، دفعاً للابتداء بالساكن، مثلُ: "إتَابعَ واتّبَّع". فإن كان مضارعاً لم يَجز الإدغام، بل يجوز تخفيفه بحذف إحدى التاءَين، فتقول في تتجلى وتتلظّى: "تجَلى وتلظّى"، قال تعالى: "تنزَّلُ الملائكةُ والرُّوح"، وقال: "ناراً تلظّى" (أي: تتنزَّلُ وتتلظَّى). وهذا شائعٌ كثيرٌ في الاستعمال.
الرابعُ: أن يتجاوَز مثْلانِ متحركان في كلمتين، مثل: (جعل لي وكتبَ بالقلم، فيجوز الإدغام، بإسكان المِثْلِ الأول، فتقول: "جَعَلْ لي، وكتبْ بالقلمِ". غير أنَّ الإدغام هنا يجوز لفظاً لا خطًّا).

امتناع الادغام

يمتنعُ الإدغامُ في سبعة مواضع:

الأولُ: أن يتصدَّرَ المِثْلان: كدَدنٍ ودداً ودَد وتَتَرٍ ودَننٍ.
الثاني: أن يكونا في اسمٍ على وزنِ "فُعَلٍ" (بضم ففتحٍ). كدُرَرٍ وجُدَدٍ وصُفَفٍ، أو "فُفُلٍ" (بضمّتينِ): كسُرُرٍ وذُلُلٍ وجُدُدٍ، أو (فعَلٍ) (بكسرٍ ففتحٍ). كلِمَمٍ وكِللٍ وحِللٍ، أو (فَعَلٍ) (بفتحتين): كطَلَلٍ ولَببٍ وخَببٍ.
الثالث: أن يكون المِثْلان في وزن مزيدٍ فيه للإلحاق، سواءٌ أكان المزيدُ أحد المثلين: كجلبَب، أولا: كهَيْلل.
الرابع: أن يتَّصل بأول المثلين مُدْغمٌ فيه: كهَلَّلَ ومُهلّلٍ، وشدَّد ومُشدد. وذلك لأنْ في الإدغام الثاني تكرار الإدغام، وذلك ممنوعٌ.
الخامسُ: أن يكون المثلان على وزن (أفْعل)، في التعجُّب، نحو: (اعزِزْ بالعلم! وأحببْ به!)، فلا يقالُ: (اعزَّ به! واحبَّ به!).
السادسُ: أن يعوض سُكونُ أحد المثلين، لاتصاله بضمير رفعٍ مُتحرِّك: كمدَدْتُ ومَددنا ومَددْتَ ومَددْتُمْ ومَددْيُنَّ.
السابعُ: أن يكون مِمّا شذَّتِ العَرَبُ في فَكِّه اختيارا، وهي ألفاظ محفوظةٌ تَقَدمَ ذكرُها، يمتنعُ الإدغامُ.
فائدة
إذا كان الفعلُ ماضياً ثلاثيًّا، مجرداً مكسورَ العينِ، مضاعفاً، مُسنداً إلى ضمير رفعٍ متحرك، جازَ فيه ثلاثة أوجه، الأولُ: استعماله تامًّا، مفكوك الإدغام، فتقولُ في ظلَّ. "ظَلِلْتُ". الثاني: حذفُ عينهِ، مع بَقاءِ حركة الفاءِ مفتوحةً، مثلُ: "ظلْتُ". الثالثُ: حذفُ عينه ونقل حركتها إلى الفاءِ بعد طرح حركتها، مثل: "ظِلْتُ". قال تعالى: {أُنظرْ إلى إِلهكَ الذي ظِلْتَ عليه عاكفاً}، وقال: {لو نشاءُ لجعلناهُ حُطاماً، فَظَلتم تفكَّهون}. قُرِئَ بفتح الظاء في الآيتين، على بقاءِ حركتها، وبكسرها على طرح حركتها ونقلِ حركة اللام المحذوفة إليها.
فإن كان الفعل مضارعاً أو أمراً، وهو ثلاثيٌّ، مجردٌ مضاعَفٌ، مكسورُ العينِ فيهما، مُستْنَدٌ إلى ضمير رفعٍ متحرك، جاز فيه الإتمام، فتقولُ في يَقِرُّ وقِرُّ: "يَقْررنَ واقرِرنَ"، وجاز حذف عينه ونقل حركتها إلى الفاءِ، مثل: "يَقِرْنَ وقِرْنَ". ومنه، في قراءة غير نافعٍ وعاصم: {وقِرْنَ في بُيوتكنَّ} بكسر القاف. أما ما فُتحت عينه فلا يجوزُ فيه ذلك إلا سماعاً. ومنه: "وَقرنَ في بُيوتكنَّ" بفتح القاف، في قراءة نافع وعاصم، وبها قرأَ حَفصٌ وقراءةُ الكسر أصلُها: "اقرِرْنَ"، لأن "قرَّ" يجوز أن يكون من باب "فَعَلَ يَفْعِلُ"، بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع، ويجوز أن يكون من باب "فَعِلَ يَفْعَلُ"، بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع.



الإعلالُ
الإعلالُ: حذف حرفِ العِلةِ، أو قلبُه، أو تسكينُهُ.
فالحذفُ: كيرِثُ (والأصلُ. يَوْرِثُ).
والقلبُ: كقال (والأصلُ. قَوَلَ).
والإسكانُ: (كيمشي (والأصل. يمشِيُ).         
(1)          الإعلال بالحذف
يُحذَفُ حرفُ العلّةِ في ثلاثة مواضعَ:
الأوَّلُ: أن يكون حرفَ مد مُلتقياً بساكنٍ بعدَهُ: كقُمْ وخَفْ، وبِع، وقُمتُ وخِفتُ وبِعتُ، ويَقُمْنَ، ويَخفْنَ، ويَبِعْنَ، ورَمَتْ، وترمونَ، وترمينَ يا فاطمةٌ، وقاضٍ، وفتًى.
(والأصلُ: "قوم وخاف وبيع وقومت وخيفت وبيعت ويخافن ويبيعن ورمات وترميون وترميين وقاضين وفتان" فحذف حرف العلة دفعاً لالتقاء الساكنين: وهؤلاء منبثقات أيضاً عن أصل آخر: وسيأتي شرح ذلك في الكلام على الإعلال بالحذف).
إلا إن كان الساكن بعد حرف العِلّةِ مُدَغماً فيما بعدهُ، فلا حَذف، لأنَّ الإدغام قد جعل الحرفين كحرفٍ واحدٍ متحرك، وذلك: كشادَّ ويُشادُّ وشودَّ.
فإن عَرض تحريكُ الساكن: كخَفِ اللهَ، وقُلِ الحقَّ، فلا تُعْتبرُ حركته. لأنها مَعْرِضِ الزوال، فلا يُرَدُّ المحذوفُ كما رأيت.
الثاني: أن يكون الفعلُ معلوماً مثالا واويًّا على وزن "يفْعِلُ"، المسكورِ العين في المضارع، فتُحذفُ فاؤهُ من المضارع والأمر، ومن المصدر أيضاً، إذا عُوِّضص عنها بالتاء كيَعِدُ وعدْ وعِدَةٍ.
(فإن لم يعوض عنها بالتاء فلا تحذف. فلا يقال: "وعد وعداً" لعدم التعويض. ولا يجوز الجمع بينهما، فلا يقال: "وعدة"، إلا أن تكون التاء مراداً بها المرة، أو النوع، لا التعويض: كوعدته عدة واحدة، أو عدة حسنة.
وإن كان الفعل مجهولا لم تحذف: كيوعد. وكذلك إن كان مثالا يائياً: كيسر ييسر أو كان مثالا واوياً على وزن "يفعل" المفتوح العين. كيوجل ويوجل. وشذ قولهم: "يدع ويذر ويهب ويسع ويضع ويطأ ويقع" بحذف الواو مع انها مفتوحة العين).
الثالث: أن يكون الفعلُ مُعتَلَّ الآخر، فيُحذَفُ آخرُهُ في امر المفرد المذكرِ: كاخشَ وادعُ وارمِ، في المضارع المجزوم، الذي لم يتصل بآخره شيءٌ: كلم يَخْشَ، ولم يَدْعُ، ولم يرمِ. غيرَ أن الحذف فيهما لا للإعلالِ، بل للنيابة عن سُكونِ البناءِ في الأمرِ، وعن سكون الإعراب في المضارع.
(2)          الإعلال بالقلب

(1)          قلب الواو والياء ألفا
إذا تحرّك كل من الواو والياءِ بحركة أصليّة وانفتحَ ما قبلهُ، انقلبَ ألفاً كدَعا ورَمى وقال وباع، والأصل: "دَعَوَ ورَمَي وقَوَلَ وبَيَعَ".
ولا يُعتدُّ بالحركة العارضةِ: "كجَيَل وَنَومٍ، وأصُلهما: "جيْألٌ ونوْأَمٌ"، سَقَطتِ الهمزةُ بعد نقلِ حركتها إلى ما قبلها، فصار إلى "جَيَل ونَوَم".
ويُشترطُ في انقلابها ألفاً سبعة شروطٍ.
(1) أن يتحرَّك ما بعدهما، إن كانتا في موضعِ عين الكلمة. فلا تُعَلان في مثل: "بيانٍ وطويلٍ وغَيورٍ وخَوَرنقٍ"، لسكون ما بعدهما.
(2) أن لا تلِيَهما ألفٌ ولا ياءٌ مُشدَّدةٌ، إن كانتا في موضع اللام فلا تُعلان في مثل: "رميا وغزوا وفَتيان وعصوان". لأن الألفَ ولِيَتهما، ولا في مثل: "عَلَوي وفَتَوي"، للحاقِ الياء المشدَّدة إيَّاهما.
(3) أن لا تكونا عينُ فعلٍ على وزن "فَعِلَ"، المكسورِ العين، المعتل اللام: كهوِيَ ودَوِيَ وجَوِيَ وقَوِيَ وعَيِيَ وحَيِيَ.
(4) أن لا يجتمع إعلالان: كهوَى وطوَى والقُوَى والهَوَى والحيا والحياة: وأصلُها: هَوَيَ وطَوَي والقُووُ والهَوَيُ والحَيَي والحَيَيَةٌ". فأعلَّتِ اللامُ بقلبها ألفاً، لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها. وسَلِمتِ العين لإعلال اللام، كيلا يجتمع إعلالانِ في كلمة واحدة.
(5) أن لا تكونا عينَ اسمٍ على وزن "فَعَلانٍ" بفتح العين. فلا تُعلاّن في مثل: "حيَوانٍ وموتانٍ وجَولانٍ وهَيَمانٍ".
(6) أن لا تكونا عين فعلٍ تجيءُ الصفةُ المُشبّهةُ منه على وزن "أفعَلَ"، فإنَّ عينهُ تَصحُّ فيه وفي مصدره والصفة منه: كعَوِرَ يَعْوَرُ عوَراً فهو أعور، وحوِلَ يُحْوَلُ حوَلاً فهو أحولُ، وهَيِفَ يَهْيَفُ هَيَفاً فهو أَهيَفُ، وغَيِدَ يَغْيَدُ غَيْداً فهو أَغيَدُ.
(7) أَن لا تكونَ الواو عيناً في "افتَعَلَ" الدالَّ على معنى المشاركة. فلا تُعل الواو في مثل: "اجتَوَرَ القومُ يَجْتَوِرون، وازدَوَجوا يزدَوِجونَ"، أي: تجاوَروا وتزاوجوا.

(2) قلب الواو ياء :
تُقلَبُ الواو ياءً في ثمانية مواضع:
(1) أن تَسكُنَ بعد كسرةٍ: كميعادٍ وميزانٍ. وأصلُها: "مِوْعاد ومِوْزانٌ" لأنهما من الوعد والوزن.
(2) أن تتطرَّف بعد كسرةٍ: كرضيَ ويرتضي وَقويَ والغازي والداعي والشجي والشجيّة. والأصل: رَضِوِ ويرتضِوض وقوِوَ والغازي والداعي والشَّجِوُ والشَّجِوَةُ"، لأنها من الرِّضوان والقُوة والغزوِ والدعوة والشَّجْو. فإن لم تتطرَّفْ: كالعِوَجِ والدِّول، لم تُقْلب.
(3) أن تقعَ بعد ياءِ التصغير: كجُريٍّ ودُلي. وأصلُهما: "جُرَيْوٌ ودُليْوٌ" تصغير "جرْوٍ ودلْوٍ".
(4) أَن تقعَ حشْواً بين كسرةٍ وألفٍ، في المصدرِ الأجوفِ الذي أُعِلّتْ عينُ فعله: كالقيامِ والصيامِ والانقياد والعِياد والعيادَة وأصلُها: "قوامٌ وصِوامٌ وانقوادٌ وعِوادٌ، وفعلُها: "قام وصام وانقاد وعادَ" والأصلُ: "قَوَمَ وصَوَمَ وانقَوَدَ وعوَدَ".
فإن صحّتِ العينُ في الفعل صَحت في المصدر أيضاً، مثل: "لاوَذ لِواذاً، وعاوَد عِواداً، وجاوزَ جِواراً". وكذا تَصِح إن لم يكن بعدها ألفٌ: كحالَ حِوَلاً.
(5) أَن تقعَ عيناً بعد كسرةٍ، في جميع صحيح اللام، على وزن "فِعالٍ" وقد أُعِلَّت في المفرد أو سكنت. فما أعلَّت عينه في المفرد، فكالدِّيار والرِّياحِ والحِيَلِ والقِيَم. وأَصُها: "دِوارٌ ورِواحٌ وحِولٌ وقِومُ" ومفردها: "دارٌ وريحٌ وحيلةٌ وقيمةٌ. والأصلُ: "دَوَرٌ ورِوْحٌ وحِوْلةٌ وقِوَّمةٌ وما سكنت عينه في المفرد (وهذا لا يكونُ إلا في جمعٍ على فعال)، فكالثياب والسياط. وأَصُلهما: (ثِوابٌ وسِواطٌ. ومُفردهما: "ثَوبٌ وسوطٌ".
فإن صحَّت عينُ المفرد، ولم تَسكنْ. فلا تُقلَبُ: كطويلٍ وطِوال وشذَّ جمعُ جوادٍ على "جيادٍ". والقياسُ أَن يُجمع على "جِواد". وكذلك إن كان معتلَّ اللام، فلا تُقلبُ العينُ في الجمع ياءً: كجوّ وجِواءٍ. بل إن كانت العين، في الأصل، واواً منقلبةً إلى الياء، رُدت إلى الواو في الجمع: كرَيّانَ ورِواءٍ، لأن أُصل ريّان: "رَوْيان"، لأنه من "رَوِيَ يَرْوى".
وإن وقعت الواوُ حشواً بين كسرةٍ وألفٍ، فيما ليس مصدراً ولا جمعاً: كسوارٍ وقِوامٍ وخِوانٍ وسِواكٍ، لم تُقلب.
(6) أَن تجتمع الواوُ والياءُ. بشرط أَن يكون السابق منهما أَصلا، لا مبدلاً من غيره، وأَن يكون ساكناً، وأَن يكون سكونُهُ أَصلياً، لا عارضاً، وأن تكونا في كلمة واحدة، او فيما هو كالكلمة الواحدة، فتنقلبُ حينئذٍ الواو ياءً وتُدغمُ في الياء.
ولا فرق بين أن تَسبْقَ الواوُ: كمَقْضي ومَرْمِي (وأصلُهما: مَقْضُوي ومَرْمُويٌ) وأَن تسبق الياءُ: كسيّدٍ وميت (وأَصلُهما: سَيْوِدٌ ومَيْوِتٌ).
ولا فرق أيضاً بين أن تكونا في كلمة واحدة، كما ذُكر، وان تكونا فيما هو كالكلمة الواحدة، مثل: "هؤلاءِ مُعلميًّ ومكرِميَّ" والأصل: "مَعَلَّموي ومُكرمويَ".
(اجتمعت الواو والياء. وسبقت إِحداهما بالسكون، فانقلبت الواو ياء، وأدغمت في الياء واعلم أن الضمير وما يضاف إليه هما كالكلمة الواحدة).
فإِن كان السابق منهما مُبدَلاً من غيره، فلا قَلب ولا إدغام. وذلك مثل: "ديوان"، لأنَّ أصله "دِوَّان" بدليل جمعة على "دواويين"، ومثل: "رُوَيةٍ" مُخفّفِ "رُؤْية". وكذا إن كان سكونه عارضاً نحو: "قَوْيَ" مُخفّف "قوِيَ" وكذا إن كانتا في كلمتين ليستا كالكلمة الواحدة نحو: "جاءَ أبو يَحيْى يَمشي وحيداً".
وشذَّ قولهم: "ضَيْوَن ويومٌ أَيْومُ، وعوى الكلبُ يعوي عوْيةً وعّوَّةً، والرَّجاءُ بنُ حَيْوَة" وحقها الإعلال فالإدغامُ، بأن يقال: "ضَيَّنٌ وأيّمٌ وعَيّةٌ وحَيّةٌ" كما قالوا: "أيَّامٌ، وأصلُها "أيْوامٌ".
(7) أن تكون الواوُ لاماً، في جمعٍ على وزنِ "فُعولٍ"، فتُقلبُ ياءً. وذلك كدَلوٍ ودُلّيٍ: وعَصا وعُصِي، وقَفاً وقُفِيٍّ. ويجوزُ كسرُ الفاء، كدِليٍّ وعِصيٍّ وقِفِيٍّ. والأصلُ: "دُلُووٌ وعُصووٌ وقَفووٌ"، قُلبتِ اللاّمُ ياءً، فصارت إلى "دُلُويٍ وعُصُويٍ وقُفُويٍ" فاجتمعتِ الواوُ والياءُ، وسُبقَتْ إحداهما بالسكون فَقُلبت الواوُ ياءً وأُدغمت في الياءِ. وقد تَصِح الواوُ شذوذاً، كجمعهم "بَهْواً" على "بُهُوٍّ". وقد جمعوه أيضاً على "يُهِي"، قياساً.
فإن كان "فُعُولٌ" مفرداً، صحَّت الواوُ، مثل: عتا عُتُواً، وسما سمُوًّا، ونما نُموًّا" وقد تُعَلُّ شذوذاً، فقد قالوا: "عتا عُتِيًّا، بضم العين وكسرها، كما قالوا: عتا عُتُوًّا".
(8) أن تكون الواو عين كلمةٍ، في جمعٍ على وزن "فُعَّلٍ"، صحيح اللاّم: كصائمٍ وصُيَّمٍ، ونائمٍ ونُيَّمٍ، وجائعٍ وجُيَّعٍ. ويجوز التّصحيح أيضاً: كصُوَّمٍ، ونُوَّمٍ، وجُوَّعٍ. وهو أكثرُ استعمالا من الإعلال.
وما كان منه مُعلَّ اللامِ، وجبَ تصحيح واوِه: كشُوّى وغوّى، وهما جَمْعا "شاوٍ وغاوٍ".
أما ما كان على وزنِ "فُعّالٍ" فيجب تصحيح واوه أيضاً: كنُوَّامٍ وصُوَّامٍ.
(3)          قلب الياء واواً
تُقلَب الياءُ واواً في ثلاثة مواضع:
(1) أن تَسكُنَ بعد ضمّةٍ، في غير جمعٍ على وزن "فُعْلٍ": كيوسِرُ وموسِرٍ، ويوقِنُ وموقنٍ. وأصلُها: "يُيْسِرُ ومُيْسرٌ، ويُيْقِنُ ومُيْقِنٌ" لأنها من "أَيسرَ وأَيقنَ".
فإن تحرَّكت الياءُ: كهُيامٍ، لم تُقلَبْ: وكذا إن سكنتْ بعد ضمةِ في جمعٍ على وزن "فُعْلٍ": كبيضٍ وهيمٍ، جَمْعَيْ "أبيضَ وبَيضاءَ، وأهيمَ وهيْماء، فلا تُعُلُّ بل تُقلَبُ الضمة التي قبلَها، كسرةً، لِتَصِحَّ الياءُ، كما رأيتَ. والأصلُ: "بُيض وهُيْمٌ"، على وزن "فُعْلٍ" لأنَّ ما كان على وزن "أفعَلَ وفُعْلاءَ". صفةً مُشبَّهةً، يُجمعُ على "فُعْلٍ" بضمٍّ فسكون.
(2) أن تقعَ لامُ فعلٍ بعدَ ضمّة كنَهُوَ الرجلُ وقَضُةَ، بمعنى: "ما أنهاه! وما أقضاه". وأصلُهما: "نَهُيَ وقَضُيَ!"، فهما يائيّان.
(3) أن تكونَ عيناً لفُعْلى، بضم الفاء اسماً: كطوبى، (وهي مصدر طاب واسم للجنة. وأصلها: طُيْبَى) أو أُنثى لأفعلِ التفضيل: كالكُوسى والخُورى والطّوبى والضُّوقى (مؤنثات): "أكيس وأخير وأَطيب وأَضيق". وأصلها كُيْسى وخُيْرى وطُيْبى وضُيقى) وجاءَ من ذلك كلمتان بلا قلب، وهما "قسمةٌ ضيزى" و "مشْيةٌ حيكى". ولكن قد أبدلت الضمةُ كسرةً لتصحَّ الياءُ وأَجاز ابن مالك وولده في "فُعلى"الصفة القلبَ، كما تقدَّم وسلامةَ الياء بإبدال الضمة كسرة وعليه فتقول: "الطُّوبى والطّيبى، والكوسى والكيسى، والخُورى والخِيرى، والضوقى والضِّيقى".
(4)          فَعلى وفُعلى المعتلتا اللام
إذا اعتلَّت لام "فَعْلى" بفتح الفاء، فإن كانت واواً سَلِمتْ في الاسم: كدَعوى، وفي الصفة: كنَشوى. وإن كانت ياءً سلِمت في الصفة: كخَزيا وصَدْيا (مُؤنثيْ "خَزْيانَ وصَدْيان") وقُلبت واواً في الاسم: كتَقْوى وفَتْوى وبَقْوى. وأصلها: "تَقْيا وفَتْيا وبقيا". وشذَّ قولهم "رَيَّا" للرائحة، وحقها أن تكون "رَوًّى".
وإذا اعتَلَّت لامُ "فُعْلى" بضم الفاء، فإن كانت ياءً صحَّتْ في الاسم: كالفتْيا، وفي الصفة كالوُليْا، تأنيتِ "الأولى"، بمعنى الأجدرِ والأحقِّ. وإن كانت واواً سَلمتْ في الاسم: كخزْوَى، (وهي اسم موضعٍ) وقُلبتْ ياءً في الصفة: كالدُّنيا والعُليا. (وهما من دَنا يدنو وعلا يَعْلو), وشذَّ قولُ أهلِ الحجازِ: "القُصْوَى"، بتصحيح الواو: وهو شاذٌّ قياساً، فصيحٌ استعمالا به ورد الكتابُ الكريمُ، قال تعالى: "وهُمْ بالعُدوَة القُصوى، وغيرُهم يقول: "القُصْيا"، على القياس وشذَّ عندَ الجميع "الحُلْوَى"، ضِدُّ "المُرَّى" وهما تأنيث "الأحلى والأمَرَّ".
(5) اعلال الألف
إذا وقعت الألفُ بعد ياءِ التصغير، انقلبت ياءً، وأُدغمت في ياء التَّصغير: كغزالٍ وغُزيّل، وكتابٍ وكتَيّبٍ، لاقتضاء كسر ما قبلَ ياء التصغير. وإذا وقت بعد ضمةٍ، قُلِبت واواً: كشوهدَ وبُويعَ، أَو بعد كسرة قلبت ياءً: كمصابيح ودنانير، والأصل: "شاهدَ وبايعَ، ومصاباح ودُنانار" ولما كان النُّطقُ بذلك مُتَعذّراً، قلبت الألف واواً بعدَ الضمة وياءً بعد الكسرة، لِتناسبَ حركةَ ما قبلها.
وإذا وقعت رابعةً فصاعداً، واتَّصلت بضمير المثنّى، أو ضمير رفع مُتحرِّكٍ في الفعل، أَو بألف التثنية في الاسم، قلبت ياءً على كل حال. سواءٌ أكانت مُبْدَلةً من واو: كيرضى وأعطى والمَرضى والمُعطى، أم من ياءٍ: كيَسعى وأحيا، والمُهدى والمُستشفى. فتقول: "يرضيان وأعطيا، والمُرَضيان والمُعطَيانِ، ويسعيان وأحيَيا، والمُهدَيانِ والمُستشفيانِ".
فإن كانت ثالثةً، فإن كان أصلها الواوَ، رُدَّتْ إليها: كغَزوا وَغزَوتُ والعصوَيْنِ. وإن كان أصلها الياءَ، رُدَّت إِليها: كرَمَيا ورَميتُ والفَتَيَيْن.

(3) الإعلال بالتسكين
والمرادُ به شيئان: الأول حذف حركة حرفِ العلَّة، دفعاً للثَّقَل. والثاني: نقل حركته إلى الساكن قبلهُ.
فإذا تَطرَّفتِ الواو والياءُ بعد حرفٍ مُتحرِّكٍ، حذفت حركتهما إنه كانت ضمةً أَو كسرةً، دفعا للثَقَل: كيدعو الداعي إلى النادي، ويقضي القاضي على الجاني. والأصل: "يدعُو الداعيُ إلى الناديِ، ويقضيُ القاضي على الجانيِ".
فإن لَزِم من ذلك اجتماع ساكنين، حُذفت لامُ الكلمة، مثل: "يُرمون ويغزون". والأصل "يَرمِيون ويَغزُوُنَ".
(طرحت ضمة الواو والياء دفعاً للثقل. فالتقى ساكنان: لام الكلمة و واو الجماعة، فحذفت لام الكلمة، دفعاً لاجتماع الساكنين).
فإن كانت الحركة فتحةً، لم تحذَفْ، مثل: لن أدعوَ إلي غير الحقِّ، ولن أعصِيَ الداعيَ إِليه".
وإن تطرّفت الواوُ والياءُ بعد حرفٍ ساكن، لم تُطرَح الضمة والكسرةُ، مثل: "هذا دَلْوٌ يَشربٌ منه ظَبيٌ، وشَرِبتُ من دلْوٍ، وأَمسكتُ بظَبْيٍ".
وإذا كانت عين الكلمة واواً أو ياءً متحرّكتين، وكان ما قبلَهما ساكناً صحيحاً وجب نقل حركة العين إلى الساكن قبلَهما، لأن الحرفَ الصحيحَ، أولى بتحمُّل الحركةِ من حرف العِلَّة لقوَّته وضَعْف حرف العِلَّة.
والإعلالُ بالنَّقْلِ، قد يكون نقلاً محضاً. وقد يَتْبعُه إعلال بالقلب، أو بالحذف، أو بالقلب والحذف معاً.
فإن كانت الحركة المنقولةُ عن حرف العِلة مُجانسةً له، اكتُفيَ بالنَّقْل: كقومُ ويَبينُ، والأصل: "يَقْوُمُ ويَبْينُ".
وإن كانت غيرَ مُجانِسةٍ له، قُلِبَ حرفاً يُجانِسُها: كأقامَ وأبانَ ويُقيمُ ومَقامٍ. والأصل: "أَقوَمَ وأَبينَ ويقْوِم ومَقْوَمٌ".
(نقلت حركة الواو والياء الساكن قبلهما ثم قلبت الواو والياء ألفاً بعد الفتحة، وياء بعد الكسرة للمجانسة. وهذا إِعلال بالنقل والقلب).
وربما تركوا ما يجبُ فيه الإعلالُ على أصله كأعوَلَ إعوالاً، واستحوَذَ استحواذاً.
ويُستَثْنى من ذلك:
(1) أفعل التَّعجب، مثلُ: ما أَقوَمَهُ! وما أَبينَهُ! وأَقوِم به! وأَبيِنْ به!".
(2) ما كان على وزن "أَفعَلَ"، اسمَ تفضيلٍ، مثل: "هو أَقوَمُ منه وأَبَينُ"، أَو صفةً مُشبَّهةً: كأحوَلَ وأَبيضَ، أو اسماً: كأسودَ: للحيّةِ.
(3) ما كان على وزن "مِفعَلٍ، أَو مِفعَلةٍ، أَو مِفعالٍ": كمِقْول ومِروَحةٍ ومِقوالٍ ومِكيالٍ.
(4) ما كان بعد واوهِ أَو يائِه أَلفٌ: كتَجْوالٍ وتَهْيام.
(5) ما كان مُضَعَّفاً: كابيضَّ واسودَّ.
(6) ما أُعِلَّت لامُهُ: كأهوى وأَحيا.
(7) ما صَحت عين ماضيه المجرَّد: كيَعْوَرُ ويَصْيَدُ، وأَعوَرهُ يُعْوِرُهُ. فإنَّ الماضي المجرَّدَ منها، وهو "عَوِرَ وصَيِدَ، قد صَحَّت عينُهُ.
فكلُّ ذلك لا نَقلَ فيه ولا إعلالَ، بل يجبُ تصحيحُ عينه كما رأيت.
فإن لَزِمَ بعد نقْلِ الحركة إلى الساكن قبلَها اجتماعُ ساكنين، حذِف حرفُ العِلَّةِ مَنْعاً لالتقائهما. فمثل: "ابنْ وبِعْ ولم يَقُمْ ولم يَبِع" أصُلُه: "أَبْيِنْ وأَبيِعْ ولم يَقوُمْ ولم يَبِيعْ" فحُذفَ حرف العلة، دفعاً لإلتقاء الساكنين.
(إذ بنقل حركة العين اجتمع ساكنان: حرف العلة وآخر الكلمة، فيحذف حرف العلة منعاً لإجتماع الساكنين. وهذا فيه الإعلال بالنقل والحذف، وقد استغني عن همزة الوصل في "بع"، لأنه إنما أتي بها تخلصاً من الابتداء بالساكن. وقد صار أول الكلمة متحركاً بعد نقل حركة ما بعده إليه، فاستغني عنها).
ومثل: "أقمْ وخَفْ ولم يُقِمْ ولم يَخَفْ، أصلُه، "اقوِم وإِخْوَف ولم يُقْوِمْ ولم يَخْوَف".
(نقلت حركة الواو والياء إلى ما قبلها، ثم قلب حرف العلة ألفاً بعد الفتحة وياء بعد الكسرة، للمجانسة. فالتقى ساكنان، فحذف حرف العلة دفعاً لالتقائهما وقد استغني عن همزة الوصل في "خف" بعد تحرك أول الكلمة. وهذا فيه الإعلال بالنقل والقلب والحذف.
ومما أعِلَّ بالنقلِ والحذفِ اسمُ المفعولِ المعتلُّ العين: كمَقولٍ ومَبيعٍ. وأصلهما: "مَقْوُولٌ ومَبْيوعٌ".
(نقلت حركة العين إلى الساكن قبلها، فالتقى ساكنان: العين المنقولة حركتها وواو مفعول، فحذفت واو "مفعول" دفعاً لالتقاء الساكنين. فصارا "مقولا ومبيُعاً (بضم القاف، والباء)، فقلبت ضمة الباء في "مبُيع" كسرة، لتصح الياء، فصار "مبيعاً" وقال الأخفش إن المحذوف هو عين الكلمة لا واو "مفعول").
وندَرَ تَصحيحُ ما عينُهُ واوٌ في اسم المفعولِ، كقولهم: ثَوبٌ مَصْوونٌ، وفَرَسٌ مَقْوُودٌ" ولغةُ بني تميمٍ تصحيحُ ما عينُهُ ياءٌ فيقولون: "مَبْيوعٌ ومَخيْوطٌ ومكيولٌ ومَديُونٌ".
ومن الإعلال بالنقْل والقلب والحذف معاً، ما كان من المصادر مُعتَلِّ العين على وزن "إفعال"، أو "استِفعال": كإقامة واستقامة. وأصلُهما: إقوامٌ واستقوامٌ.
(نقلت حركة العين، وهي الفتحة، إلى الساكن قبلها، فالتقى ساكنان: عين الكلمة والألف، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصارتا "إقوْما" (بكسر ففتح فسكون) "واستقوما" (بكسر التاء وفتح القاف وسكون الواو)، فقلبت العين ألفاً، لتناسب الفتحة قبلها، فصارتا "أقاما واستقاما". ثم عوض المصدر من ألف الإفعال والاستفعال المحذوفة تاء التأنيث. وقد يستغنى عن هذه التاء في حال الإضافة، ومنه قوله تعالى: "لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة" أي: إقامتها).





















DAFTAR PUSTAKA
Zuhri, Muhammad, 1991. Terjemah Jami’ud Durus  Arabiyah I. Semarang: Asy-Syifa’.

Ghulayani, mushthofa, 1971. Jami’ud Durus Arabiyah. Libanon: Dar Al-Kotob Al-Ilmiyah

Al-Jazimi, Ali. 1962. Nahwu Wadhih. Mesir: Dar al-Maarif



[1] يفال: "يًقٌظ" بضم القاف، و "يقٍظ" بكسرها
[2] النكس: الرجل الضعيف الدنيء الذي لا خير فيه، والمقصر عن غاية النجدة والكرم
[3] ماء روى: كثير يروى
[4] الأتان: أنثى الحمير. الإبد: ما تلد كل عام، ويقال ايضا: امرأة إبد.
[5] الصرد: طائر أطبع أبيض اللون وأخضر الظهر ظجم الرأس و المنقار، وله مخلب يصطاف به العصافير وصغار الطير. ويكنى: بـ "أبي كثير". وجمعه صردان، بكسر أوله وسكون ثانيه. والحطم: الراعي المظلوم ومثله الحطمة.
[6] الجعفر: النهر الصغير. واسم رجل. والشهرب: الشيخ الكبير، ومؤنثته شهربة.
[7] الزبرج: الزينة من نقش وجوهر ونحوهما الذهب. والخرمس: الليل العظيم.
[8] الهبلع: الأكول والواسع الحنجور العظيم اللقم.
[9] البرثن: من السباع والطير بمنزلة الأصابع من الأسنان. والجرشع: العظيم من الجمال والخيل.
[10] الفطحل: هو الزمان الذي كان قبل خلق الناس.قال أبو عبيدة: هو زمن كانت الحجارة فيه رطبة. قال العجاج [من الرجز]:
وقد أتانا زمن الفطحل # والصخر مبتل بماء الوحل
وقال آخر: "زمن الفطحل إذ السلام رطاب". والسلام بكسر السين: الحجارة، ومفردها "سلمة"، بفتج السين وكسر اللام. ويعينون به زمانا كانت الأرض فيه غير التكوين. وعليه قولهم فى المبالغة فى القدم: "كان زمن الفطحل". والسبرة: السهم الماضي، والطويل الممتد.
[11] الجخدب: ذكر الجراد. الجرشع: يجوز  فيه ضم الشين أيضا كما تقدم.
[12] الشمردل: الطويل
[13] الجحمرش: العجوز الكبيروالمرأة السمجة.
[14] اخزعبل: الباطل. والقذعمل: الضخم من الإبل.
[15] الزنجفر: معدن متفتت يعمل منه الحبر الأحمر ويصبغ به. والجردحل: الضخم من الإبل.